من
المشرق إلى المغرب حتى إن وصول أتباعه في ذلك الزمن اليسير إلى تلك المرتبة العلية
من المدنية قد حيّر عقول أولي الألباب. وما السبب في ذلك إلا كون أوامره ونواهيه
موافقة لموجب العقل ومطابقة لمقتضى الحكمة)[1]
ومنها
قوله: (ليس بين الأديان أقرب للفهم من الدين الإسلامي للذين يفقهونه، كما أنه ليس
بينها أثبت ولا أرفق منه. فهو بقاعدتيه: وحدانية الله والجزاء الآجل، يمنح القلوب
حقوقها من السكينة والارتياح ويذهب بالإرادة المذهب الذي يلائمها وتحتاج إليه بدون
أن تسوم العقل قيود هو بالطبع يأباها. وليس في الاكتشافات العلمية الحديثة، ولا في
المسائل التي انتهى حلها والتي تحت الحلّ ما يغاير مثل هذه الحقائق الإسلامية
الوضاءة والسهلة المأخذ. ولهذا فإن التوفيق الذي نبذل كل جهدنا معاشر المسيحيين
لإيجاده بين العقل والاعتقاد في ديننا المسيحي هو سابق موجود في الديانة
الإسلامية. وإنني بكلامي هذا عن الدين المسيحي إنما أشير إلى تلك الزيادات
الموافقة وغير الموافقة التي أدخلت على نصرانية الإنجيل التي هي في الحقيقة كإسلام
القرآن)
ومنها
قوله: (إن الشريعة المحمدية تشمل الناس جميعًا في أحكامها، من أعظم ملك إلى أقلّ
صعلوك فهي شريعة حيكت بأحكم وأعلم منوال شرعي لا يوجد مثله قط في العالم)[2]
ومنها
قوله: (إن الأساس المهم والمبدأ العظيم في الإسلام هو الاعتقاد بإله واحد في
وحدانيته ونبذ الخرافات بأي وجه كانت)[3]
ومنها
قوله: (مهما ارتقى العقل في درجات الكمال فليرتقِ فإنه لا يخرج عن حدّ تلك الأحكام
الجليلة، أعني الأحكام التي انطوت عليها الشريعة الإسلامية، فاتباعها في كل زمان
[1] أحسن الأجوبة عن سؤال أحد
علماء أوروبا، ص 22- 23.
[2] العقيدة والشريعة في
الإسلام، ص 62، ( عن لوازون في خطبته المذكورة)
[3] العقيدة والشريعة في
الإسلام، ص 123، ( عن كتاب شكوى وارن هاسنتج، لادماند بورك )