وفى أحد
الأيام التقيت بعالم مسلم، فاعتبرتها فرصة عظيمة، لكى أناقشه في بعض الأمور
المتعلقة بالإسلام والمسيحية، لكنه سرعان ما تحدانى قائلا: لن تجد شيئاً فى القرآن
يخالف العقل، أو يخالف الفطرة.
لقد كان
هذا التحدى سبباً لأقرأ القرآن الكريم، فقرأت ترجمة المعانى فى اللغة التاميلية
مرتين، فعرفت أن الإسلام هو الدين الصحيح، وأن المسيحية محرفة، فقبلت الإسلام
ديناً.
قلت:
بهذه السهولة !؟
قال:
أجل.. القرآن الكريم هو كتاب الدعوة الأكبر.. لقد قال تعالى فيه:﴿ فَلا
تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾ (الفرقان:52)
قلت:
فهل تعرضت للبلاء كما تعرض الكثير من إخوانك ممن أسلموا؟
قال:
البلاء سنة الله لتمحيص الصادقين.. وقد تعرضت بفضل الله لبعض البلاء الذي تجاوزته
بحول الله وقوته.. فالناس كانوا ينظرون إلى نظرة السخرية، وكانوا يقولون لي: إنك
صرت مجنونا، وقد ضحكوا على لأننى أطلقت اللحية بعد أن كنت متعودا على حلقها[1]، وتحملت جميع هذه المشاكل من
قومى، وصبرت عليها لأننى كنت أقرأ فى القرآن قصص الدعاة والمصلحين من الآنبياء
والرسل وتحملهم الأذى والمصائب فى سبيل التبليغ الدعوة إلى الله.
قلت:
وأهلك.. أقرب الناس إليك !؟
قال:
لقد من الله عليهم، فأسلموا.. لقد أسلمت زوجتى، وثلاثة من أولادى، وقد أسلم على
يدى بالإضافة إليهم بعض الأخوة الآخرين.
[1] لقد ذكرنا أنه لا ينبغي
التشدد مع من أسلم في هذه الأمور، حتى لا تكون سببا في حجاب الناس عن الإسلام.