لقد بكيت
ـ حينها ـ كثيرا علي عمر طويل ضاع في عبادة هذه الصور والتماثيل.. وبعد البكاء
شعرت أنني تطهرت من الوثنية، وأنني أسير في الطريق الصحيح طريق عبادة الله حقا.
أبو بكر موايبيو:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (أبو بكر موايبيو)، فسألت
الغريب عنه، فقال: هذا مارتن جون موايبوبو.. اسمه الأصلي (مارتن جون موايبوبو)،
وقد أصبح بعد إعلانه الإسلام معروفاً باسم (الحاج أبو بكر جون موايبوبو)، وهو رئيس
الأساقفة اللوثريِّ التنزانيِّ.
قلت:
فهل التقيت به؟
قال:
أجل..
قلت:
كيف تم ذلك؟.. وماذا قال لك؟
قال: كنت
في ذلك اليوم الذي أعلن فيه هذا الرجل إسلامه في تنزانيا.. لقد كان ذلك في الثالث
والعشرين من شهر كانون الأوَّل لعام 1986.. أي قبل يومين من أعياد الميلاد..
لقد كنت
في الكنيسة مع حشد من المصلين نستمع إليه، وهو يعزف آلاته الموسيقيَّة بطريقةٍ
تثير مشاعر الجميع.. ولم نكن نعرف ذلك الحين ما يجول في خاطر الأسقف.
فجأة
نهض، وأعلن إسلامه بقوة لا نظير لها، وكأنه يتحدانا، أو كأنه يتحدى نفسه التي كانت
تحول بينه وبين ذلك الإعلان.. أو كأنه يتذكر يوم الزينة الذي فاجأ فيه السحرة
فرعون والناس جميعا بإعلان إسلامهم لله.
ما إن
فعل ذلك حتى وقع حشد المصلِّين في حالة شللٍ تامٍّ للصدمة الَّتي أصابتهم لسماع
هذا الخبر، إلى درجة أنَّ مساعد الأُسقف قام من مقعده فأغلق الباب والنوافذ،
وصرَّح لأعضاء الكنيسة بأنَّ رئيس الأساقفة قد جُنّ.
وفورا
اتَّصلوا بقوات الأمن لأخذ الرَّجل المجنون.. فجاءوا، وتحفَّظوا عليه في الزنزانة