المفروض
أن أعبد رب هذا الضعيف الهارب من بطش اليهود، وتعجبت حين علمت أن التوراة قد لعنت
الصليب والمصلوب عليه وأنه نجس وينجس الأرض التي يصلب عليها، كما في (تثنية 21: 22
– 23)
وفوق هذا
كله فقد كان لي جار مسلم وكنت كثير الجدل معه، وذات يوم كلمني عن العدل في
الإسلام (في الميراث، في الطلاق، القصاص....) ثم سألني هل عندكم مثل ذلك؟ فأجبت
لا.. لايوجد..
وبدأت
أسأل نفسي: كيف أتي رجل واحد بكل هذه التشريعات المحكمة والكاملة في العبادات
والمعاملات بدون اختلافات؟.. وكيف عجزت مليارات اليهود والنصاري عن إثبات أنه
مخترع؟
بالإضافة
إلى هذا كله كنت أسمع أحاديث الدكتور محمد الشاطبي ـ وقد كنت حينها طبيبا في
مستشفي (صدر كوم الشقافة) ـ وقد كان دائم التحدث مع الزملاء عن أحاديث محمد a، وكنت في بداية الأمر أشعر بنار
الغيرة، ولكن بعد مرور الوقت أحببت سماع هذه الأحاديث التي كانت قليلة في ألفاظها
كثيرة في معانيها، جميلة الألفاظ والسياق.. وقد شعرت وقتها أن محمدا نبي عظيم.
وكان
بالقرب من عيادتى مسجد.. اقترب منه، وأخذت أنظر بداخله، فوجدته لا يشبه الكنيسة
مطلقا (لا مقاعد – لا رسومات
– لا ثريات
ضخمة – لا سجاد
فخم – لا أدوات
موسيقى وايقاع – لا غناء
لا تصفيق) ووجدت أن العبادة فى هذه المساجد هى الركوع والسجود لله فقط، لا فرق بين
غنى وفقير يقفون جميعا فى صفوف منتظمة وقارنت بين ذلك وعكسه الذى يحدث فى الكنائس
فكانت المقارنة دائما لصالح المساجد.
ثم حبب
الله إلى القرآن.. فاشتريت مصحفا، وتذكرت أن صديقى أحمد الدمرداش ذكر