responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 256

ولهذا كانت وفاة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم هي عزاء المؤمن عن كل مصيبة، كما قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: ( إذا أصيب أحدكم بمصيبة، فليذكر مصيبته بي ليعزه ذلك عن مصيبته)[1]

سكت قليلا، ثم قال: ألا ترى شغف الأولياء بالقبر الشريف.. فهم يعتبرونه أشرف بقعة في الأرض.

قلت: بلى.. وقد أنكر عليهم البعض ذلك.

قال: لا ينبغي أن ينكر عليهم.. فأحب تراب الله لأهل الله التراب الذي ضم رسول الله.. إنه عطرهم الذي يستنشقون أريجه، ودواؤهم الذي يحميهم من العلل ويملؤهم بالصحة.

قلت: فهل لك قصة مع القبر الشريف؟

قال: أجل.. وهي قصة لن أنساها ما حييت.

قلت: كيف أذن لك في دخول الحرم، والحرم لا يدخله إلا مسلم؟

قال: أتحسبني زرتك قبل أن أزور حبيبي a.. لقد كان أول ما فعلته بعد إسلامي أن زرت قبر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. وفي الطريق إليه رأيت وليا من أولياء الله يردد:

أتيتُك راجلاً وَوَدِدْتُ أني

مَلَكْتُ سَوَاد عيني أَمْتَطيهِ

وما لي لا أسِيرُ على المآقي

إلى قبرٍ رسولُ الله فيهِ

فأسرعت إليه، وقلت له: رويدك.. احذر أن يسمعك بعض المتشددين، فيرميك بالشرك.

قال: فليفعلوا بي ما يشاءون.. فأنا لم أخرج عن هدي السلف، ولا عن أدب الخلف.

قلت: ما تقول؟قال: لقد كان حسان بن ثابت من سلف الأمة، ومن صحابة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وقد قال مخاطبا قبره a:


[1] مصنف عبد الرزاق: 3/564، المعجم الأوسط:4/365.

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست