ولهذا
كانت وفاة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
هي عزاء المؤمن عن كل مصيبة، كما قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: ( إذا أصيب أحدكم بمصيبة، فليذكر
مصيبته بي ليعزه ذلك عن مصيبته)[1]
سكت
قليلا، ثم قال: ألا ترى شغف الأولياء بالقبر الشريف.. فهم يعتبرونه أشرف بقعة في
الأرض.
قلت:
بلى.. وقد أنكر عليهم البعض ذلك.
قال:
لا ينبغي أن ينكر عليهم.. فأحب تراب الله لأهل الله التراب الذي ضم رسول الله..
إنه عطرهم الذي يستنشقون أريجه، ودواؤهم الذي يحميهم من العلل ويملؤهم بالصحة.
قلت:
فهل لك قصة مع القبر الشريف؟
قال:
أجل.. وهي قصة لن أنساها ما حييت.
قلت:
كيف أذن لك في دخول الحرم، والحرم لا يدخله إلا مسلم؟
قال:
أتحسبني زرتك قبل أن أزور حبيبي a.. لقد كان أول ما فعلته بعد إسلامي أن زرت قبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. وفي الطريق إليه رأيت وليا من
أولياء الله يردد:
أتيتُك راجلاً وَوَدِدْتُ أني
مَلَكْتُ سَوَاد عيني أَمْتَطيهِ
وما لي لا أسِيرُ على المآقي
إلى قبرٍ رسولُ الله فيهِ
فأسرعت إليه، وقلت له: رويدك.. احذر أن يسمعك بعض المتشددين، فيرميك بالشرك.
قال: فليفعلوا بي ما يشاءون.. فأنا لم أخرج عن هدي السلف، ولا عن أدب الخلف.
قلت: ما تقول؟قال: لقد كان حسان بن ثابت من سلف الأمة، ومن صحابة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وقد قال
مخاطبا قبره a: