قلت:
عهدي بأولياء الله أسعد الخلق حياة، وأهنأهم نفسا، حتى وكأن الجنة عجلت لهم.
قال:
لكن بعض الآلام تعتريهم.
قلت:
القلب الذي يعرف الله لا يعرف الألم.
قال:
هو ألم أشبه بألم يعقوب لفقد يوسف.. فمقام يعقوب العظيم عند الله، ومقام يعقوب
العظيم في درجات السلوك إلى الله لم يمنعاه من ذلك الحزن الذي عبر عنه الله تعالى
بقوله:﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ
يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ (يوسف:84)
ومقام
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في سلم
الولاية لم يمنعه من قوله عندما توفي ابنه إبراهيم: (إن العين تدمع، والقلب يحزن،
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) [1]
قلت:
فما الحزن الذي يعتري الأولياء.. فيشعرهم بالألم.
قال:
فقد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
قلت:
ألم تخبرني قبل حين أنهم يستشعرون حياته؟
قال:
الحياة مراتب.. فقد يكون شخصا حيا، ولكنك تستشعر ألما لبعده عنك.
قلت:
ولكن الأولياء كما ذكرت لي لا يغيبون عن رسول الله.. ولا يغيب رسول الله عنهم..
قال: ذلك لقاء الأرواح.. والأولياء يتلهفون إلى لقاء الأشباح..
التفت
إلي، وقال: ألم تسمع حديث ثوبان وغيره من الصحابة وشكواهم لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ألم الفراق؟قلت: بلى..
قال:
ولهذا كانت أعظم المصائب التي حلت بالمؤمنين فقدانهم لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..