responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 257

فبوركت يا قبر الرسول وبوركت

بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد

وبورك لحد منك ضمن طيبا

عليه بناء من صفيح منضد

تهيل عليه الترب أيد وأعين

عليه وقد غارت بذلك أسعد

لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة

عشية علوه الثرى لا يوسد

وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم

وقد وهنت منهم ظهور وأعضد

يبكون من تبكي السموات يومه

ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

وهل عدلت يوما رزية هالك

رزية يوم مات فيه محمد ؟

وقد روي عن ابن المنكدر أنه كان يجلس مع أصحابه فكان يصيبه صمات، فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ثم يرجع، فعوتب في ذلك، فقال: إنه يصيبني خطر، فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.

وكان يأتي موضعا من المسجد يتمرغ فيه، ويضطجع، فقيل له في ذلك فقال: إني رأيت النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في هذا الموضع[1].

قلت: هذا السلف.. فما فعل الخلف؟

قال: لقد ورث السلف حسان وغيره أمة من الصالحين أنتجوا تراثا عريضا من معاني الحب ولدت أمام قبر رسول الله r، فهذا أحدهم يقول:

قف عند قبر التهامي والثم الجدثا

وانشق عبير الهدى ممن به مكثا

واجثُ احتراماً بداع الوجد مدّكراً

فجر النبوة وامدح خير من بُعثا

محمدٌ سيد الأكوان قاطبة

إذ مجده كابراً عن كابر ورثا


[1] ابن المنكدر ليس من الصحابة، ولهذا تحمل الرؤية على الرؤية المنامية، أو على رؤى اليقظة التي أجمع عليها الأولياء.

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست