وقد روي عن ابن المنكدر أنه كان يجلس مع أصحابه فكان يصيبه صمات، فكان يقوم
كما هو حتى يضع خده على قبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثم يرجع، فعوتب في ذلك، فقال: إنه يصيبني خطر، فإذا
وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
وكان يأتي موضعا من المسجد يتمرغ فيه، ويضطجع، فقيل له في ذلك فقال: إني
رأيت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في هذا الموضع[1].
قلت: هذا السلف.. فما فعل الخلف؟
قال: لقد ورث السلف حسان وغيره أمة من الصالحين أنتجوا تراثا عريضا من معاني
الحب ولدت أمام قبر رسول الله r، فهذا أحدهم يقول:
قف عند قبر التهامي والثم الجدثا
وانشق عبير الهدى ممن به مكثا
واجثُ احتراماً بداع الوجد
مدّكراً
فجر النبوة وامدح خير من بُعثا
محمدٌ سيد الأكوان قاطبة
إذ مجده كابراً عن كابر ورثا
[1] ابن المنكدر ليس من الصحابة،
ولهذا تحمل الرؤية على الرؤية المنامية، أو على رؤى اليقظة التي أجمع عليها الأولياء.