(هذا الشاعر يستغيث بالرسول a، ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه
عند نزول الشدائد العامة إلا أنت، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار
إن لم يتب منه، لقوله تعالى:﴿ وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا
يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ (يونس:106)، أي المشركين، لأن الشرك ظلم
عظيم، وقوله a: (من
مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار)[1]
ابتسم،
وقال: ما أعجب هؤلاء.. وما أسرعهم في اتهام المؤمنين، بل الأولياء من المؤمنين
بالكفر والشرك، ألم يسمعوا ما ورد في التحذير من ذلك.
قلت:
بلى.. سمعوا.. ولكنهم يعتقدون أن ما يذكرونه هو الحق الذي لا حق غيره.
قال:
أفتراهم إذا جثوا بين يدي الطبيب يشكون حالهم إليه مشركون بذلك؟
قلت:
لم يقل بهذا أحد من الناس.
قال:
فكيف يزعمون إذن بأن من شكى لحبيبه وطبيبه حاله، يكون مشركا.
سكت
قليلا، ثم قال: الشرك معروف، وهو ما يعتقده قومي حين يعتبرون المسيح إلها أو
أقنوما من إله.
قلت:
ولكنهم يتصورون مخاطبة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ودعائه شركا، لأنه لا يدعى إلا الله.
قال:
ولم أر المسلمين يدعون غير الله عوامهم وخواصهم، فلا أحد منهم يعتقد إلها غير
الله..
قلت:
وهذا الخطاب الذي يتوجهون به لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وكأنهم يستغيثون به !؟
قال:
هم يفعلون ذلك كما يفعل كل البشر مع الأطباء حين يستلقون أمامهم كما يستلقي الميت
بين يدي الغسال ينتظرون منهم أن يكونوا واسطة للشفاء الذي ينزله الله، فالله