لي فيكم عشق وفرط صبابة
وفؤادي منكم فيه نار تلهب
يا سعد من خصصتموه بودكم
وبمذهب لكم غدا يتمذهب
ولقد نأيت عن المنى بخطيئتي
وحاشاكم أن تطردوا من يذنب
فتمام قصدي من ندائكم نفحة
تجلوا الصدا عني كي لا أحجب
التفت إليه، وقلت: أي محبوب هذا الذي ملأ عليك كيانك، فرحت تصرح في الوقت الذي يكتم المحبون فيه حبهم؟
لم يلتفت إلي، ولم يجبني، بل نطق ثانيهم، وقال:
من مثل أحمد في الكونين نهواه
بدر جميع الورى في حسنه تاهوا
من مثله وإله العرش شرفه
في الخلق والخلق إن الله أعطاه
الشمس تخجل من أنوار طلعته
حارت عقول الورى في وصفه معناه
تبارك الله ما أحلى شمائله
حاز الجمال فما أبهى محياه
يا ربع وادي النقا يا أهل كاظمة
في حيكم قمر في القلب مأواه
صلى عليه إله العرش ما طلعت
شمس وما حدا الحادي مطاياه
قلت: أنتم تتغنون بحب محمد إذن.. لا بحب ليلى ولبنى !؟
قال ثالثهم:
إذا مدح الشعراء أرباب عصرهم
مدحت الذي من نوره الكون أبهج
وإذا ذكروا ليلى ولبنى فإنني
بذكر الحبيب الطيّب الذكر ألهج
أما ومحل الهدي تدمي نحورها
ومن ضمّه البيت العتيق المدجج
لقد شاقني زوّار قبر محمد
فشوقي مع الزوّار يسري ويدلج
تظلّ الهوادي بالهوادج ترتمي
وما لي في ركب المحبّين هودج