البوصيرى، وسبقه عليه، فقال:
يا أحمد الخير، لى جاه بتسميتى
وكيف لا يتسامى بالنبى سمى؟
المادحونوأرباب الهوى تبع
لصاحب البردة الفيحاء ذى القدم
مديحه فيك حب خالص وهى
وصادق الحب يملى صادق الكلم
الله يشهد أنى لا أعارضه
من ذا يعارض صوب العارض العمم
و إنما أنا بعض الغابطينومن
يغبط وليك لا يذممولا يُلم
قال: أجل.. ومما ورد فيها من مدح النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
لزِمتُ بابَ أَمير الأَنبياءِ، ومَنْ
يُمْسِكْ بمِفتاح باب الله يغتنِمِ
فكلُّ فضلٍ، وإِحسانٍ، وعارفةٍ
ما بين مستلمٍ منه ومُلتزمِ
علقتُ من مدحهِ حبلاً أعزُّ به
في يوم لا عِزَّ بالأَنسابِ واللُّحَمِ
يُزرِي قَرِيضِي زُهَيْرًا حين أَمدحُه
ولا يقاسُ إِلى جودي لدَى هَرِمِ
محمدٌ صفوةُ الباري، ورحمتُه
وبغيَةُ الله من خَلْقٍ ومن نَسَمِ
وصاحبُ الحوض يومَ الرُّسْلُ سائلةٌ
متى الورودُ؟ وجبريلُ الأَمين ظَمي
سناؤه وسناهُ الشمسُ طالعةً
فالجِرمُ في فلكٍ، والضوءُ في عَلَمِ
قد أَخطأَ النجمَ ما نالت أُبوَّتُه
من سؤددٍ باذخ في مظهَرٍ سَنِم
نُمُوا إِليه، فزادوا في الورَى شرَفًا
ورُبَّ أَصلٍ لفرع في الفخارِ نُمي
حَوَاه في سُبُحاتِ الطُّهرِ قبلهم
نوران قاما مقام الصُّلبِ والرَّحِم
لما رآه بَحيرا قال: نعرِفُه
بما حفظنا من الأَسماءِ والسِّيمِ
سائلْ حِراءَ، وروحَ القدس: هل عَلما
مَصونَ سِرٍّ عن الإِدراكِ مُنْكَتِمِ؟
كم جيئةٍ وذهابٍ شُرِّفتْ بهما
بَطحاءُ مكة في الإِصباح والغَسَمِ