responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 125

ووحشةٍ لابنِ عبد الله بينهما

أَشهى من الأُنس بالأَحباب والحشَمِ

يُسامِر الوحيَ فيها قبل مهبِطه

ومَن يبشِّرْ بسِيمَى الخير يَتَّسِمِ

لما دعا الصَّحْبُ يستسقونَ من ظمإٍ

فاضتْ يداه من التسنيم بالسَّنِمِ

وظلَّلَته، فصارت تستظلُّ به

غمامةٌ جذَبَتْها خِيرةُ الديَمِ

محبةٌ لرسولِ اللهِ أُشرِبَها

قعائدُ الدَّيْرِ، والرُّهبانُ في القِممِ

إِنّ الشمائلَ إِن رَقَّتْ يكاد بها

يُغْرَى الجَمادُ، ويُغْرَى كلُّ ذي نَسَمِ

ونودِيَ: اقرأْ. تعالى اللهُ قائلُها

لم تتصلْ قبل مَن قيلتْ له بفمِ

هناك أَذَّنَ للرحمنِ، فامتلأَت

أَسماعُ مكَّةَ مِن قُدسيّة النَّغمِ

فلا تسلْ عن قريش كيف حَيْرتُها؟

وكيف نُفْرتُها في السهل والعَلمِ؟

تساءَلوا عن عظيمٍ قد أَلمَّ بهم

رمَى المشايخَ والولدانَ باللَّممِ

يا جاهلين على الهادي ودعوتِه

هل تجهلون مكانَ الصادِقِ العَلمِ؟

لقَّبتموهُ أَمينَ القومِ في صِغرٍ

وما الأَمينُ على قوْلٍ بمتّهَمِ

فاق البدورَ، وفاق الأَنبياءَ، فكمْ

بالخُلْق والخَلق مِن حسْنٍ ومِن عِظمِ

جاءَ النبيون بالآياتِ، فانصرمت

وجئتنا بحكيمٍ غيرِ مُنصَرمِ

آياتُه كلّما طالَ المدَى جُدُدٌ

يَزِينُهنّ جلالُ العِتق والقِدمِ

يكاد في لفظةٍ منه مشرَّفةٍ

يوصِيك بالحق، والتقوى، وبالرحمِ

يا أَفصحَ الناطقين الضادَ قاطبةً

حديثُك الشّهدُ عند الذائقِ الفهِمِ

حَلَّيتَ من عَطَلٍ جِيدَ البيانِ به

في كلِّ مُنتَثِر في حسن مُنتظِمِ

بكلِّ قولٍ كريمٍ أَنت قائلُه

تُحْيي القلوبَ، وتُحْيي ميِّتَ الهِممِ

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست