ثُمَّ اِستَجابَت رِجالٌ دُونَ أُسرَتِهِ
وَفي الأَباعِدِ ما يُغني عَنِ الرَّحِمِ
وَمَن أَرادَ بِهِ الرَّحمنُ مَكرُمَةً
هَداهُ لِلرُّشدِ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ
ثُمَّ اِستَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ مُعتَزِماً
يَدعُو إلى رَبِّهِ في كُلِّ مُلتَأَمِ
وَالنّاسُ مِنهُم رَشيدٌ يَستَجِيبُ لَهُ
طَوعاً وَمِنهُم غَوِيٌّ غَيرُ مُحتَشِمِ
حَتّى اِستَرابَت قُرَيشٌ وَاِستَبَدَّ بِها
جَهلٌ تَرَدَّت بِهِ في مارِجٍ ضَرِمِ
وَعَذَّبوا أَهلَ دِينِ اللَّهِ وَاِنتَهَكوا
مَحارِماً أَعقَبَتهُم لَهفَةَ النَّدَمِ
قلت: بورك في هذا الشاعر الفاضل.. لقد تألم المسكين كثيرا في حياته.
قال: من قال مثل هذه الأبيات لا يتألم.. فالحب إكسير أحمر يحول الألم لذة.. والتعب راحة.. والحزن سرورا.
قلت: صدقت.. ومذ هجر الناس هذا الحب الشريف وقعوا ضحية للمخدرات والخمور والليالي الماجنة..
قال: وفوق ذلك صرتم تسمعون بالانتحار الذي لم يسمع به أسلافكم.
قلت: فهل ترى نشر مثل هذا الحب الشريف يقي الأمة مثل هذه الأوباء؟
قال: لا يقيها فقط.. بل يرفعها لتعتلي عرش الحضارة الذي نزلت منه بعد هجرها لحبيبها.
أحمد شوقي:
قلت: لاشك أن من أكبر المعارضين للبردة أحمد شوقي.
قال: أجل.. فله في ذلك قصيدته العصماء (نهج البردة) والتى صاغها على نسق البردة للإمام البوصيرى.
قلت: لقد كان شوقى ذا ذوق رفيع وأدب عال جعله يعترف بأفضلية الإمام