responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108

قال: لا ينبغي أن نقصر في ذلك.. وقد وفقني الله فحفظتها عن ظهر قلب.

قلت: لقد بدأها بذكر حبه..

قال: أجل.. فقد قال في بدايتها:

أمِنْ تَذَكِّرِ جيرانٍ بذي سَلَمِ

مَزَجْتَ دَمعا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ

أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقاءِ كاظِمَةٍ

وأومَضَ البرقُ في الظَّلماءِ مِن اِضَمِ

فما لِعَينيك اِن قُلتَ اكْفُفَا هَمَتَا

وما لقلبِكَ اِن قلتَ استَفِقْ يَهِمِ

أيحَسب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِمٌ

ما بينَ منسَجِمٍ منه ومُضْطَرِمِ

لولا الهوى لم تُرِقْ دمعا على طَلِلِ

ولا أَرِقْتَ لِذِكْرِ البانِ والعَلَمِ

فكيفَ تُنْكِرُ حبا بعدما شَهِدَت

به عليك عُدولُ الدمعِ والسَّقَمِ

وأثبَتَ الوَجْدُ خَطَّي عَبْرَةٍ وضَنَى

مثلَ البَهَارِ على خَدَّيك والعَنَمِ

نَعَم سرى طيفُ مَن أهوى فأَرَّقَنِي

والحُبُّ يعتَرِضُ اللذاتِ بالأَلَمِ

يا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعذرَةً

مِنِّي اليك ولَو أنْصَفْتَ لَم تَلُمِ

عَدَتْكَ حالي لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ

عن الوُشاةِ ولا دائي بمُنحَسِمِ

مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَستُ أسمَعُهُ

اِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُذَّالِ في صَمَمِ

قلت: لطالما سمعت هذه الأبيات وتعجبت منها.

قال: تتعجب من حديثه عن الحب في بداية قصيدة يريد منها مدح نبيه a.

قلت: أجل.. وقد فعل مثل ذلك كعب بن زهير.. وقد قرأت تبريرات لذلك لم أن نقصر في ذلك ز ستسغها.

قال: أما أنا.. فقد فتح الله علي من الفهم في ذلك ما عرفت به سر ذلك.

قلت: فبشرني به.

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست