responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109

قال: لقد رأيت ـ من خلال صحبتي الطويلة للمسلمين ـ أنهم صنفان:

أما أولهما.. فيمتلئون رقة وعذوبة.. وتمتلئ قلوبهم من المشاعر والمواجيد ما لا طاقة لهم بحبسه.

وأما ثانيهما.. فقد يمتلئون عقلا وحكمة.. ولكن عيونهم جامدة، وقلوبهم لا يكاد يحركها شيء.

قلت: لا أرى هذا خاصا بالمسلمين وحدهم.. فجميع البشر يدخلون ضمن هذين الصنفين.

قال: ولذلك ترى هؤلاء الشعراء يبدأون بذكر المحبة ليغلقوا الأبواب أمام الجامدين، وكأنهم يقولون لهم: هذه الكلمات لا يمكنكم أن تفهموها.. لأنكم لم تذوقوا ما ذقنا.. فدعونا وشأننا.

ابتسمت، وقلت: لقد تنبأ البوصيري بما لاقت بردته من الإنكار إذن؟

قال: ألا تعلم أن الشاعر لم يسم شاعرا إلا بعد أن نال من الحس المرهف ما جعله يرى ما لا يرى غيره؟

قلت: صدقت في هذا.. ولكني لم أزل حائرا في هذا المحبوب الذي بدأ البوصيري يتغنى به.

قال: وهل هناك إلا محمد.. البوصيري لا يتحدث إلا عن رسول الله r ؟

قلت: البعض اعتبرها غزلا لا يختلف عن غزل المجنون.

قال: ولكن البوصيري عاقل وليس مجنونا.. وما كان للعاقل أن يقع في شباك الحب المدنس.

قلت: إن هؤلاء يدافعون على أنها من الغزل المرتبط بالنساء..

قال: فلفهموا ما يشاءون.. ولكن أخبرني أيهما أقوم قيلا: من سمع هذه الأبيات

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست