وله عدد آخر من المدائح
النبوية الجيدة، من أروعها قصيدته (الحائية)، التي يقول فيها مناجيا الله عز وجل:
يا من خزائن ملكه مملوءة
كرمًا وبابُ عطائه مفتوح
ندعوك عن فقر إليك وحاجة
ومجال فضلك للعباد فسيح
فاصفحْ عن العبد المسيء تكرُّمًا
إن الكريم عن المسيء صفوح
وقصيدته الدالية التي
يبدؤها بقوله:
إلهي على كل الأمور لك الحمد
فليس لما أوليتَ من نعمٍ حدُّ
لك الأمر من قبل الزمان وبعده
وما لك قبل كالزمان ولا بعدُ
وحكمُك ماضٍ في الخلائق نافذ
إذا شئتَ أمرًا ليس من كونه بُدُّ
وله قصيدة أخرى على وزن
(بانت سعاد)، ومطلعها:
إلى متى أنت باللذات مشغولُ
وأنت عن كل ما قدمتَ مسئولُ؟!
قلت: ولكن تظل قصيدته
التي يقول فيها:
أَمِنْ تذكّر جيرانٍ بذي سلم
مزجتَ دمعًا جرى من مقلة بدمْ؟
أم هبت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ
وأومضَ البرقُ في الظلماء من
إِضَمْ؟
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا؟
وما لقلبك إن قلت استفق يهمْ؟
والتي سماها (الكواكب
الدرية في مدح خير البرية)، والمعروفة باسم (البردة) تظل من عيون شعره، بل من عيون
الشعر العربي، ومن أروع قصائد المدائح النبوية.
وقد زاد في جمالها أنها
قصيدة طويلة تقع في 160 بيتًا، كل بيت منها يمتلئ محبة وشوقا لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
ويدل على الصدق العظيم الذي كانت تمتلئ به نفس صاحبها.