قال: لقد سن البوصيري في الشعر سنة حميدة لا زلنا نحيا آثارها إلى اليوم،
فقد وجه الشعر الذي تاه فيه الكثير في أودية الأماني نحو قبلة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
قلت: صدقت.. فلا زال للبردة ومن نهج نهجها آثار طيبة إلى اليوم.
البوصيري:
قال: فلذلك تراني وضعت البوصيري في قمة المادحين للنبي a.
قلت: لقد كان شاعرا فحلا.
قال: لم يكن شاعرا فقط، بل كان أمير شعراء المديح النبوي بلا منازع.. فقد
وقف شعره على مدح النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم[1] ، وكان من ثمار مدائحه النبوية (بائياته
الثلاث)، التي بدأ إحداها بلمحات تفيض عذوبة ورقة استهلها بقوله:
[1]
ترك البوصيري عددًا كبيرًا من القصائد والأشعار ضمّها ديوانه الشعري الذي حققه
محمد سيد كيلاني، وطُبع بالقاهرة سنة (1374 هـ= 1955م)، وقصيدته الشهيرة البردة
(الكواكب الدرية في مدح خير البرية)، والقصيدة (المضرية في مدح خير البرية)،
والقصيدة (الخمرية)، وقصيدة (ذخر المعاد)، ولامية في الرد على اليهود والنصارى
بعنوان: (المخرج والمردود على النصارى واليهود)، وقد نشرها الشيخ أحمد فهمي محمد
بالقاهرة سنة (1372 هـ= 1953م)، وله أيضا (تهذيب الألفاظ العامية)، وقد طبع كذلك
بالقاهرة.. وقد تُوفِّي البوصيري بالإسكندرية سنة (695 هـ= 1295م) عن عمر بلغ 87
عامًا.