قال: ذلك ما أسمعك قومك..
أما الحقيقة فهي أن الزهد هو باب الكمال، ومفتاح الغنى.
قلت: ولكنه يدعوني إلى
الجوع.
قال: بل يدعوك إلى أن تقتصر
من حياتك على ما يكفيك ويغنيك، فلا تمتد عيناك لغير ما جعل الله لك من حاجات..
أريد أن أسألك سؤالا.
قلت: سل.
قال: لماذا يخيط نساجو قومك
السراويل برجلين فقط، ولماذا يكتفون بصناعة قدمين للأحذية.
ضحكت وقلت: وهل رأيت رجلا
بثلاثة أرجل أو بأربعة أقدام؟
قال: لو فقهوا سر هذا لما
وجد في الدنيا فقير واحد؟
قلت: كيف؟
قال: لأن سبب الفقر هو
استيلاء الغني على مائدة الفقير ليضيف إلى مائدته أصنافا جديدة، ولو أنه زهد
واكتفى بما يحتاجه، ولم تمتد عيناه لمائدة أخيه لعاش الجميع بالكفاية.. فالله
تعالى أنزل من الأرزاق ما يكفي الجميع.. ألم تسمع الحق وهو يقول:{ وَقَدَّرَ
فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}(فصلت: 10) ؟