قال: إساءة الفهم لا تقلب
الحقائق.. أرأيت لو أن الناس أجمعوا على أن الشمس برتقالة كبيرة وضعت في الفضاء،
لغرامهم بالبرتقال، أكان ذلك يغير من حقيقة الشمس؟
قلت: لو كان ذلك كذلك
لأجمعوا على أن حجارة الجبال كلها عقيق وزبرجد وجواهر، وأن تربة الأرض كلها دراهم
ودنانير.
قال: فلا تسمع لما يقال..
وابحث عن الحقيقة.. واكتف بها.
قلت: أين؟
قال: في نور البصيرة،
وبصيرة النور.. في كتاب ربك.. وفي الفطرة التي نور الله بها بصيرتك.
قلت: فما العلة الرابعة؟
قال: الفراغ الذي يعانيه
الطامع والحريص يجعله خائفا على المستقبل، وكأن الذي رزقه اليوم قد يحرمه غدا.. أو
كأنه أمام رب مزاجي يتصرف بحسب ذوقه، لا بحسب ما تتطلبه حاجات عباده.
قلت: فإلام يؤدي هذا؟
قال: يؤدي إلى نسيان الحريص
ليومه، وانشغاله بيده، فهو لا يقول:( أنا لدي اليوم ما يكفيني، فأنا غني بفضل الله
)، بل يقول:( ليس لدي في غد ما يكفيني.. فأنا فقير )