قلت: لقد أشار a إلى ذلك بقوله:( ابن آدم عندك ما
يكفيك، وأنت تطلب ما يطغيك، ابن آدم لا بقليل تقنع، ولا من كثير تشبع، ابن آدم إذا
أصبحت معافى في جسدك آمنا في سربك[1] عندك قوت يومك، فعلى الدنيا العفاء )[2]، وفي حديث آخر أو في لفظ
آخر، قال a:( من أصبح منكم آمنا في
سربه معافى في جسده وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا )[3]
قال: هذا حديث عظيم.. لو
عملتم به لقهرتم الجوع، وقتلتم الفقر.
قلت: كيف؟
قال: لأن خزائن الأغنياء
مملوءة بطعام الفقراء.
قلت: لماذا؟
قال: لأنهم يخافون أن تغور
مياه الأرض، أو تجف عيون السماء، أو تقوم أعشاب الأرض وأشجارها بإضراب، فلا تنبت
كلأ ولا تثمر ثمرا.
قلت: ولكن الحاجات ليست
طعاما فقط، والفقير عندنا قد يجد ما يأكل، والغني لا يشح عليه بذلك.. ولكن هناك
مشاكل أخرى.. هناك السكن، وهو أخطر المشاكل.
قال: والغني لا يكتفي من
المسكن بما يؤويه كما لا يكتفي بالطعام