قال: وهو مرض لا يقل خطورة
عن كثير من الأمراض التي يحرص قومك على طلب علاجها.
قلت: فبم يعالج هذا؟
قال: بالاقتصاد، ألم تسمع
أن الاقتصاد نصف المعيشة!؟
قلت: بلى .. فما العلة
الثالثة؟
قال: الفراغ الذي يعانيه
الطامع والحريص يجعله يطلب أشياء كثيرة لا حاجة له إليها حرصا على ملأ فراغه، هو
كمن يريد أن يملأ حفرة عميقه، فوضع فيها التراب، فلم يكف، فوضع فيها الحجارة، فلم
تكف، فراح يضع المزابل والقمامات.
قلت: فما وجه التشيه في هذا؟
قال: هذا الذي كان طمعه سبب
فقره، فلم ينظم حياته، ولم يدبر معيشته، ولم يقتصد.. سيؤديه ذلك لا محالة لمزابل
الناس وقماماتهم وأيديهم ليملأ جوفه.
قلت: فبم تعالج هذه العلة؟
قال: تعالج بالكفاية
والزهد.
قلت: ولكني سمعت أن الزهد
داء لا دواء.. ودخيل على الدين لا أصيل.