قال: من شعر بفقره للأشياء لن يصل
إلى الله.. ومن شعر بغناه عن الله مات في أودية الفقر.
^^^
ما قال هذا حتى شعرت بجوهرة كريمة
تنزل أعماق صدري، تنجلي من نورها بعض الظلمات.
قال: فقد أدركت سر النعم ولبابها.. ألا تعلم معنى
النعم؟
قلت: بلى.. فالنعم هي الفضل العظيم الذي يمن الله به
على عباده.
قال: فمن وصف الله به في القرآن الكريم؟
قلت: لقد وصف الله به أصنافا من الناس.
قال: فمن هم؟
قلت:هم أولا غير المغضوب عليهم ولا الضالين، كما قال تعالى:{ صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا
الضَّالِّينَ}(الفاتحة:7)
قال: ألا ترى فيهم الأغنياء؟
قلت: ولكنهم بمنطق القرآن الكريم ليس لهم حظ من هذه
النعم.. فهم فقراء من هذه الزاوية.
قال: فلماذا تودون أن تكونوا مثلهم؟
قلت: نحن ننظر إلى الزخارف لا إلى الحقائق.
قال: فعد بنا إلى المنعم عليهم لترى حقائق النعم
وأصناف المنعم عليهم.