بالأضعف كما تراه فليس الهلاك من النار والسيف إلا من
حيث إنه يفرق بين جزأين يرتبط أحدهما بالآخر برابطة التأليف الممكن في الأجسام،
فالذي يفرق بين القلب وبين محبوبه الذي يرتبط به برابطه تأليف أشد إحكاماً من
تأليف الأجسام فهو أشد إيلاماً )[1]
قال: صدق الغزالي.. فقد عبر عن هذه الحقيقة خير
تعبير.
قلت: كل الربانيين عبروا عنها.
قال: أتدري سر لهج أهل الجنة بالتسبيح؟
قلت: لقد ورد النص على لهجهم بالتسبيح، قال a:( يأكل أهل الجنة فيها ويشربون،
ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك، يلهمون
التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس)[2].. فما سر ذلك؟
قال: سر ذلك أنه لا لذة لشيء يخلو من ذكر الله..
فلذلك يكون تسبيح أهل الجنة بمثابة النفس عندنا.. ولولا التنفس لم نتنعم بطعام ولا
شراب ولا متاع.
قلت: ألا نستطيع أن نعمم هذا على ارتباط الكثير من
التصرفات العادية بذكر الله؟
قال: أجل.. فالعارفون لا يفهمون من هذه الأوامر
والسنن إلا ذلك.. أما