responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87

قلت: أهم يستهينون بالجنة، أم تراهم يحتقرون النار؟

قال: لا.. ولكن معنى هذه الحقيقة شغلتهم عن كل شيء، فلم يتصوروا سعادة من دون الله.. ألا ترى المحبين كيف يغفلون عند رؤية محبيهم عن الآلام التي تحيط بهم!؟

قلت: أجل.. وقد عانيت بعض ذلك.

قال: فما وجدت؟

قلت: وجدت ما قال الشاعر:

وفي فؤاد المحب نار جوى أحر نار الجحيم أبردها

قال: فهل تستنكر ذلك؟

قلت: كيف لي أن أستنكر ما أعلمه من نفسي.. إن نار الفراق إذا استولت على القلب غلبت النار المحرقة للأجسام، فإن نار الفراق نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، ونار جهنم لا شغل لها إلا مع الأجسام.. وألم الأجسام يستحقر مع ألم الفؤاد.

وليس هذا في الآخرة فحسب، بل في الدنيا شهادات كثيرة عليه، ( فقد رؤي من غلب عليه الوجد، فغدا على النار وعلى أصول القصب الجارحة القدم وهو لا يحس به لفرط غلبة ما في قلبه، وترى الغضبان يستولي عليه الغضب في القتال فتصيبه جراحات وهو لا يشعر بها في الحال لأن الغضب نار في القلب، واحتراق الفؤاد أشد من احتراق الأجساد، والأشد يبطل الإحساس

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست