ثم رفع رأسه إلى السماء فقال:( حسبي الله ونعم الوكيل )
وحينها جعل الله من هذا الذي أرادوا حرقه به بردا وسلاما وبشارة.
الشعاع الثالث:
قلت: وعيت هذا.. فما الشعاع الثالث؟
قال: إنه شعاع ينبع نوره من قوله تعالى على لسان امرأة فرعون:{ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ}(التحريم: 11)
قلت: فما فيه من الاستغناء بالله؟
قال: ألا ترى أنها طلبت الجار قبل الدار؟
قلت: أجل.. وقد كان ذلك من أدبها.
قال: ليس ذلك من الأدب فقط.. بل قد عبرت عن حقيقة من الحقائق الكبرى.
قلت: فما هي؟
قال: لا لذة للجنة.. ولا لأي شيء من غير الله.. فلولا الله، وحضور الله لكانت الجنة خرابا على أهلها.
قلت: أجل.. فقد سمعت الله، وهو يتوعد الجاحدين بالحجاب، فيقول:{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}(المطففين:15)..
قال: ولهذا قال العارفون:( ليس خوفنا من نار جهنم، ولا رجاؤنا للحور العين، وإنما مطالبنا اللقاء، ومهربنا من الحجاب )