قلت: كيف يكون ذلك، والله
رب الدنيا ورب جيوشها، بل إن الله يرسل أضعف جنوده ليحفظ من يشاء، ويهلك من يشاء.
قال: فمن كان صاحب جيش
عرمرم يحميه أينما حل، وأينما ارتحل من دون أن يكلفه شيئا لا طعامه ولا شرابه ولا
أجرته، أيعتبر فقيرا؟
قلت: بل هو في درجة أعلى من
الغنى.. إنه في درجة الملوك.
قال: بل هو في درجة أعلى من
الملوك.
قلت: كيف؟
قال: جيوش الملوك يحركها
الطمع في أجر الملوك، وقد يستفزها الطمع فتنقلب على الملوك، فيعيش الملك في
حمايتها خائفا من جنايتها.
قلت: ومن كان في حماية الله
وجنود الله.
قال: تكون نصرته بحسب
كينونته معه، وأمنه بحسب حضوره مع الله.. ألم تسمع إليه a وهو في أحرج المواقف التي مر بها،
وهو في غار ثور، ولو أن أحدا من الشركين رمى ببصره لرآه، ماذا قال حينها a؟