قال: فلو كان تقربك أعظم، وكان هذا البستان الذي يملكه ذلك الغني جزءا من مائة ألف جزء من بساتينه؟
قلت: حينها سيعطيني البستان جميعا، بل ربما يعطيني بساتين أخرى أفضل وأعظم.
قال: فهكذت فعلت مريم ـ عليها السلام ـ
قلت: وماذا فعل أغنياء قومي الذين يتيهون بغناهم؟
قال: اغتنموا ظلام الليل، فسطوا على شجرة من أشجار ذلك البستان، فاقتطفوا ثمرة من ثمارها، ثم اقتتلوا فيما بينهم أيهم يملكها.
قلت: لقد كان في إمكانهم أن يأخذوها في ضوء النهار، وبدون أن يقتتلوا؟
قال: لأنهم لم يتعلموا السلام.. لقد تعلموا أن لا ينالوا شيئا إلا بالصراع.
الشعاع الثاني:
قلت: وعيت هذا .. فما الشعاع الثاني؟
قال: شعاع المعية.
قلت: فما شعاع المعية؟
قال: إنه شعاع ينبع نوره من قوله تعالى على لسان موسى u:{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}(الشعراء: 62)
قلت: هذه الآية تخبر عن موقف موسى u عندما خرج بصحبة بني إسرائيل، فاشتد حنق فرعون عليهم، فأرسل في المدائن حاشرين يجمعون له