قال: أرأيت لو أن ملكا يملك
كل مزراع الدنيا ومصانع أغذيتها طلب من فلاحيه وعلمائه أن يأتوه بفاكهة واحدة من
الفواكه التي كانت تأكلها مريم ـ عليها السلام ـ وهي في محرابها، أكانوا يطيقون؟
قلت: كلا، فطعامهم من
الشهادة، وذلك من الغيب، وما أبعد البون بين الغيب والشهادة.
قال: فمريم ـ عليها السلام
ـ أغنى منهم؟
قلت: في هذه الحالة، يمكن
أن نقول: نعم.
قال: وفي غيرها، يمكن أن
تقول: نعم أيضا، لأن الذي أعطى الطعام يمكن أن يعطي غيره.
قلت: فما سر هذا؟
قال: سأضرب لك مثالا يوضح
لك هذا: لو رأيت بستانا جميلا، فيه من الفواكه والثمار ما فيه، ونازعتك نفسك إلى
ثماره، فما هو أقرب طريق إلى ذلك؟
قلت: أقرب طريق إلى ذلك أن
أستأذن صاحبه في الأخذ منه.
قال: ولو أنك تقربت من
صاحبه من غير أن تطلب منه شيئا، ثم وفرت من الأسباب ما يجعلك حبيبا في عينيه
وقلبه.