الطعام الذي حرمت منه.
قال: فقد فهمت إذن.
قلت: وماذا فهمت؟
قال: بأن العبرة في الانتفاع لا بالملك.
قلت: ولكن ما علاقة ذلك بهذه الجوهرة النفيسة.
قال: نور هذه الجوهرة يمتد في الصدور ليشعرها بأن مجرد وجود الله والتعرف عليه والوصول إليه والقرب منه كاف في الحصول على الغنى التام الذي لا يفتقر صاحبه إلى شيء.
قلت: فما أنوار أشعتها؟
قال: أشعتها كثيرة، ولكن يكفيك هنا هذه الأربع.
الشعاع الأول:
قلت: فما الشعاع الأول؟
قال: مريم ـ عليها السلام ـ
قلت: ما شأنها؟
قال: اسمع ما يقوله تعالى في حقها:{ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(آل عمران:37)