قال: من عرف الله والاه
وناصره وأحبه وعبده.. أليس كذلك؟
قلت: بلى.
قال: ومن والى الله والاه،
ومن أحبه أحبه، ومن نصره نصره.. أليس كذلك؟
قلت: بلى.
قال: فمن كان كذلك أيحتاج
شيئا من الله، فيبخل عليه به؟
قلت: معاذ الله.
قال: فمن لم يعز عليه شيء،
ولم تطلبه نفسه شيئا إلا وجده، ألا يعتبر واجدا لكل شي مالكا لكل شيء!؟
قلت: ربما، ولكن الملك شيء،
والانتفاع شيء آخر.
قال: وما فائدة الملك غير
الانتفاع؟
قلت: لم أفهم ما تقصده.
قال: أرأيت لو ملكت آلاف
القصور، وكانت لك آلاف المطاعم، ثم انقبضت نفسك أو سدت شهيتها، أو حالت الحوائل
بينك وبين التهام ذلك الطعام الذي أعد لك، أكنت تفرح بامتلاكك له؟
قلت: لا أظنني سأفرح، بل
ربما أحسد آخر طباخ يأكل فضلات ذلك