قال: لا يضر الفقير شيء مثل الغني الجاحد.. فإن آمن
الغني اغتنى الفقير.
قلت: لم؟
قال: لأن ثروة الغني سينتفع بها الفقير.. وحق الفقير
لا يتسلط عليه الغني.
قلت: نستطيع بهذا أن نمحو الفقر والغنى.
قال: أجل.. بالتنافس على الخير يزول الغنى والفقر..
فالفقير من خفت موازينه من حسنات الله.
قلت: لقد ذكرتني بحديث في الزمن الأول.. حين كان
الناس ينظرون إلى ما تكتب الملائكة لا إلى ما تكتب الخزنة، فقد روي أن ناسا قالوا:
يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم،
ويتصدقون بفضول أموالهم، قال:( أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به: إن بكل تسبيحة
صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة،
ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة )، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا
شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال:( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا
وضعها في الحلال كان له أجر )[1]