responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73

قال: مثل رجل أفنى عمره في بناء سفينة ضخمة وضع فيها جميع جهده وجميع ما يحتاجه.. وضيع في سبيلها كل شيء.. لكنه ما إن توسط البحر اللجي حتى نبع من وسطها عيون أغرقتها وأغرقته معها.

قلت: ما أجدره لو ملأ نفسه بالراحة، وحفظ علاقاته.

قال: هو تمنى لو حصل منه ذلك، ولكن لات ساعة مندم.

قلت: لقد أخبر تعالى عن الحال التي يكون عليها هؤلاء في زحمة الأهوال، فقال:{ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ} (المعارج:11ـ14)

قال: وقد أخبر عن النتيجة التي يتقنع بها الأغنياء والفقراء الذين أفنوا أعمارهم بحثا عما لا يغنيهم، فقال:{ وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} (لأعراف:48)

قلت: فما في هذا الشعاع من السلوى للفقراء والتربية للأغنياء؟

قال: يقول لهما: لا تنشغلا بهذا الغنى الوهمي عن الغنى الحقيقي.. فما تجمعونه من أموال، أو ما تحزنون عليه من أموال لايساوي حسنة واحدة في ميزان رجل مؤمن.

قلت: إن هذا يجعل الأغنياء والفقراء يتسابقون إلى الحسنات..

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست