responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75

^^^

ما قلت هذا حتى شعرت بجوهرة كريمة تنزل أعماق صدري، تنجلي من نورها بعض الظلمات.

قلت في نفسي حين نزولها: نعم.. إن الفقير في الحقيقة لا يؤلمه فقره، وإنا يؤلمه شعوره بأن غيره يملك ما لا يملك، فهو ينطوي على حسد لا شعوري يجعله يمتلئ حزنا وأسفا.

فإذا علم هذا الفقير أن الكل فقير، وأن أبواب الغنى الحقيقي مفتوحة للجميع، وأن ذلك الغني الذي يتألم لغناه ما هو إلا فقير من الفقراء.. بل قد يكون أذل الفقراء وأحوجهم، فإنه سيعيش ممتلئا بغناه سعيدا بغناه.

لست أدري كيف خطر على بالي إبراهيم بن أدهم، وقد كان من أهل النعم بخراسان؟ فبـينما هو يشرف من قصر له ذات يوم إذ نظر إلى رجل في فناء القصر وفي يده رغيف يأكله، فلما أكل نام، فقال لبعض غلمانه: إذا قام فجئني به، فلما قام جاء به إليه، فقال إبراهيم: أيها الرجل أكلت الرغيف وأنت جائع؟ قال: نعم. قال: فشبعت؟ قال: نعم، قال: ثم نمت طيباً؟ قال: نعم. فقال إبراهيم في نفسه، فما أصنع أنا بالدنيا والنفس تقنع بهذا القدر.

وذكرت عامر بن عبد القيس حين مر عليه رجل، وهو يأكل ملحاً وبقلاً، فقال له: يا عبد الله أرضيت من الدنيا بهذا؟ فقال: ألا أدلك على من رضي بشر من هذا؟ قال: بلى. قال: من رضي بالدنيا عوضاً عن الآخرة.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست