responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 70

قال: أجل.. ولو كان الماء فوق ظهورها محمول.

قلت: نعم.. إني كثيرا ما ألاحظ هذا.. فالأشياء قد تكون موجودة، وبوفرة.. ولكنا لا نجد أي متعة، ونحن نتناولها.

قال: لأن التلذذ ليس بالأشياء.. وإنما بما يخلقه الله فيك من السكينة التي تستقبل التلذذ وتتمتع به.. اللذة من الله لا من الأشياء.. فقد تأكل كسرة يابسة، ويضع الله في لسانك من التلذذ بها ما لا تجده في أشهى المأكولات.

قلت: صحيح هذا..

قال: بل هوحقيقة يشير إليها، بل يصرح بها قوله تعالى:{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}(الانبياء:69).. فالله تعالى لم يطفئ النار، وإنما جعل في إبراهيم u من السكينة والإيمان ما تتحول به النار بردا وسلاما.

قلت: صحيح هذا.. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى:{ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(لأنفال:43)،فالله تعالى جعل في هذه الرؤيا ما يطمئن القلوب ويملؤها بالثقة.

قال: ليس الأمر قاصرا على الرؤى، بل هو شامل للواقع.. لكل واقع.. ألم تسمع قوله تعالى:{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}(لأنفال:44)

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست