قلت: أجل.. لقد عاقبه الله بمرض يحرمه من المجتمع.. فهو لا يود أن يمس أحدا، أويلاقي أحدا.
قال: فعندما أراد الله أن يعاقب السامري بما تقتضيه فطرته من مخالطة المجتمع، هل أزال المجتمع وحرمه منه.
قلت: لا.. المجتمع كان موجودا على مرمى بصره.
قال: فهل قبض الله روحه ليحرمه من رؤية المجتمع؟
قلت: لا.. بل بقي موجودا.
قال: ولكن كيف حرم من المجتمع مع أنه كان في المجتمع؟
قلت: لقد ذكرت لك أنه ابتلي بمرض يحرمه من المجتمع مع أنه في وسطه وبين أفراده.
قال: فافهم سر هذا الشعاع من هذا المعنى.
قلت: كيف؟
قال: لقد عرفت في الشعاعين السابقين أن المال الذي استعبد الأغنياء والفقراء إما أن يذهب أو يذهب بصاحبه.
قلت: أجل.. وهذا الشعاع؟
قال: يقول لك:قد تبقى مع المال.. ولكنه لن ينفعك.. بل ستمتلئ حسرة وأنت تنظر إليه.
قلت: أأصير كالعيس في البيد يقتلها الظمأ؟