قلت: أسمع هذا اللفظ كثيرا فما معناه.
قال: هذا اللفظ يخاطب الفقراء ليقول لهم: إن ما عندكم كثير يكفيكم، فلا تحزنوا.. ويقول للأغنياء: إن ما عندكم قليل، فلا تغتروا به.
قلت: إن هذا يضاد الحقيقة.. فما عند الفقراء قليل، وبه صاروا فقراء.. وما عند الأغنياء كثير، وبه وجبت عليهم الزكاة.
قال: نحن نتكلم في الحقائق لا في الرسوم.. فمن نظر إلى مايسد الحاجة، فالقليل كثير.. ومن نظر إلى مايسد طمعه فالكثير قليل.
قلت: فذكر الموت إذن عزاء للفقراء.
قال: وتربية للأغنياء.
الشعاع الثالث:
قلت: فما الشعاع الثالث؟
قال: هو الشعاع الذي يضيء من سراج قوله تعالى:{ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ }(طـه: 97)
قلت: هذه الآية تتحدث عن عقوبة السامري.. ولا أرى فيها أي سلوى للفقراء، ولا أي تربية للأغنياء.
قال: اسمعها بعين الحقائق لتبصر الشعاع الذي ينطلق منها.
قلت: ليس في طاقة أذني أن تسمع غير الحروف والأصوات.
قال: أهذه هي عقوبة السامري؟