responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 65

قال: لا يتعلق بالهالك إلا هالك.. ولا يتعلق بالفاني إلا الفاني.

قلت: وكلنا هالكون، فلذلك ترانا نتعلق بالهالكين.. فهل علينا لوم في ذلك؟

قال: نحن هالكون، ولكن فطرنا مملوء ة بحب الحياة، ألم تسمع قوله تعالى:{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} (طـه:120)

قلت: بلى.. فما في هذه الآية من فطرة الخلود؟

قال: لولا أن الله ملأ فطرة الإنسان بحب الخلود ما جاءه الشيطان من هذا الباب.

قلت: صدقت.. فالشيطان لا يرتع إلا فيما يحمله الإنسان من معاني.. فهو يبحث عنها ليقلب حقائقها.

قال: ولهذا.. فإن من أراد الحياة الخالدة يحتاج إلى التعلق بالخالد الذي لا يموت، ألم تسمع قوله تعالى:{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً}(الفرقان:58)، ففي الآية إشارة صريحة إلى هذا الشعاع الذي يخرجك من الأكوان ليربطك برب الأكوان.

قلت: ألهذا نرى النصوص الكثيرة تخبر عن هلاك الأموال، وذهاب العز عن أهله، كقوله تعالى عن أصحاب الجنة:{ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}(القلم:19 ـ 20)

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست