الأمرين من الشفاء: الثفاء والصبر )[1]، فقد وصفهما a بالمرارة، وهو يشير إلى ما تختزنه
مرارتهما من العلاج[2].
قال: فإن العاصي الذي ينكسر
لله خير من المطيع الذي يتألى على الله.
قلت: ولكن.. أليس في هذا
حضا على المعصية؟
قال: إنما يكون حضا لو
كانت المعصية مجردة، أما اجتماعها مع الانكسار فيدخل في قوله تعالى:{ وَأَقِمِ الصَّلاةَ
طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ
السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}(هود:114)، ويدخل في قوله a:( يا معاذ أتبع السيئة الحسنة
تمحها، وخالق الناس بخلق حسن )[3]
قلت: ما سر هذه القيمة التي
أولتها النصوص المقدسة للانكسار؟
قال: الانكسار هو باب من
أبواب العبودية لا يختلف عن الافتقار.
قلت: فما الفرق بينهما؟
قال: في الافتقار لا تملك
شيئا، فأنت عين الحاجة.
قلت: وفي الانكسار.
قال: أنت عين المذلة..
فالإنسان قد لا يملك شيئا، ولكن تكون له عزة
[3] ) أحمد ، ورواه الترمذي برقم (1988) وأوله: اتق الله حيث
ما كنت. عن أبي ذر وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد والدارمي والحاكم في
الإيمان وقال على شرطهما. راجع تحفة الأحوذي (6/122)