responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 52

الأمرين من الشفاء: الثفاء والصبر )[1]، فقد وصفهما a بالمرارة، وهو يشير إلى ما تختزنه مرارتهما من العلاج[2].

قال: فإن العاصي الذي ينكسر لله خير من المطيع الذي يتألى على الله.

قلت: ولكن.. أليس في هذا حضا على المعصية؟

قال: إنما يكون حضا لو كانت المعصية مجردة، أما اجتماعها مع الانكسار فيدخل في قوله تعالى:{ وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}(هود:114)، ويدخل في قوله a:( يا معاذ أتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن )[3]

قلت: ما سر هذه القيمة التي أولتها النصوص المقدسة للانكسار؟

قال: الانكسار هو باب من أبواب العبودية لا يختلف عن الافتقار.

قلت: فما الفرق بينهما؟

قال: في الافتقار لا تملك شيئا، فأنت عين الحاجة.

قلت: وفي الانكسار.

قال: أنت عين المذلة.. فالإنسان قد لا يملك شيئا، ولكن تكون له عزة


[1] ) أبو داود في مراسليه والبيهقي.

[2] ) انظر: ابتسامة الأنين، الجزء الثالث.

[3] ) أحمد ، ورواه الترمذي برقم (1988) وأوله: اتق الله حيث ما كنت. عن أبي ذر وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد والدارمي والحاكم في الإيمان وقال على شرطهما. راجع تحفة الأحوذي (6/122)

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست