responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 51

وقال الثاني: معصية أورثت ذلاً وافتقاراً، خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً.

قلت: عرفتك أنت ابن عطاء الله.. أنا أحفظ حكمك حرفا حرفا.. ولكن أليس في قولك هذا دعوة للمعصية!؟

ابتسم، وقال: الطاعة المضمخة بسم الكبرياء قاتلة، والمعصية المشبعة بترياق الشفاء دواء.. واسأل المعلم، فمنه تعلمنا.

قال المعلم: لو قدم لك أحدهم عسلا مصفى، أكان محسنا لك؟

قلت: وأي إحسان أعظم من هذا؟.. إن العسل في بلادنا لا يكاد يظفر به إلا ببذل الأموال الطائلة.

قال: ولكنه لو خلط معه سما.

قلت: يكون حينها قاتلا سواء مت من عسله، أو لم أمت.

قال: هل يعتبر بذلك مجرما أم محسنا؟

قلت: وأي إجرام أعظم من جرمه، بل إن في غشه لي بتقديم العسل كمن يريد أن أثني عليه وهو يسفك دمي، أو كمن يرشوني ليقبض روحي.

قال: والذي يقدم لك طعاما مرا، ولكن ترياق الشفاء فيه، أيكون محسنا أم مسيئا؟

قلت: بل يكون محسنا غاية الإحسان.. ألم تسمع قوله a:( ماذا في

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست