responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 50

قال: فلما وقف الحق تعالى دخولهم الجنة على حصول هذا الشرط، وكان هذا شرطا محالا، وثبت في العقول أن الموقوف على المحال محال، وجب أن يكون دخولهم الجنة مأيوسا منه قطعا[1].

قلت: هذا هو حكم المتكبرين وشاهدهم، فمن قال: إن الانكسار مقرب إلى الله، وما أرى الانكسار إلا نوعا من الذلة والهوان والضعف.

قال: ذلك عندما يكون مع السوى، أما معه، فإنه القوة والكمال والعزة، ألم تسمع قوله تعالى وهو يذكر هؤلاء الذين انكسرت قلوبهم عندما لم يجدوا ما ينفقون.

قلت: تقصد قوله تعالى:{ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ}(التوبة:92)

قال: نعم، فهل هناك أعز من هذا الموقف، لقد ذهبت أقوام كثيرة مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وتحملوا الحر والعناء، ولكنهم لم يفوزوا بمثل هذا الثناء.

قلت: ألهذا إذن يذكر الأولياء كثيرا قيمة الانكسار وأثره، ويحضون مريديهم عليه!؟

قال: أجل، فافتح أذني قلبك لتسمع ما يقولون.

التفت، فإذا بي أرى جمعا من الأنوار، عليهم سيما الأولياء.

قال الأول: انكسار العاصي خير من صولة المطيع.


[1] ) الفخر الرازي.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست