قال: فلما وقف الحق تعالى
دخولهم الجنة على حصول هذا الشرط، وكان هذا شرطا محالا، وثبت في العقول أن الموقوف
على المحال محال، وجب أن يكون دخولهم الجنة مأيوسا منه قطعا[1].
قلت: هذا هو حكم المتكبرين
وشاهدهم، فمن قال: إن الانكسار مقرب إلى الله، وما أرى الانكسار إلا نوعا من الذلة
والهوان والضعف.
قال: ذلك عندما يكون مع
السوى، أما معه، فإنه القوة والكمال والعزة، ألم تسمع قوله تعالى وهو
يذكر هؤلاء الذين انكسرت قلوبهم عندما لم يجدوا ما ينفقون.
قال: نعم، فهل هناك أعز من
هذا الموقف، لقد ذهبت أقوام كثيرة مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وتحملوا الحر والعناء، ولكنهم لم
يفوزوا بمثل هذا الثناء.
قلت: ألهذا إذن يذكر
الأولياء كثيرا قيمة الانكسار وأثره، ويحضون مريديهم عليه!؟
قال: أجل، فافتح أذني قلبك
لتسمع ما يقولون.
التفت، فإذا بي أرى جمعا من الأنوار، عليهم سيما
الأولياء.