قال: أكمل الحديث لتدرك نواحي
الفضل التي يحتويها الفقر والضعف.
قلت مكملا الحديث السابق:(
طوبي لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة
كان في الحراسة وإن في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع
)
قال: أتدري ما سر هذا
الاقتران؟
قلت: ما هو؟
قال: أما الأول، فإنه
لانشغاله بترفه، وما يتطلبه ترفه عمي عن الكون جميعا، وعمي عن رسالته في هذا
الوجود، وأما الثاني الذي لا يملك شيئا، فقد كان فقره سببا في رؤيته الأشياء على
حقيقتها.
قلت: فهمت، ولكن أريد مثالا
موضحا.
قال: ارأيت إن وضع مترف من المترفين
في قصر عظيم، له في كل لحظة زينة جديدة، وطعام جديد، فهو دائما في ظل الجديد، أكان
يمكنه أن يجد الوقت لرؤية السماء، أو شعاب الوادي، أو فيافي الصحراء، أو تأمل
النجوم في الليل.
قلت: لا يمكنه ذلك، فلن
يخرج من قصره العامر ليصيبه غبار الفيافي.
قال: فكذلك هؤلاء المترفين
الذين عصبوا عيونهم بخيوط الحرير، وكبلوا