قلت: ألا تأتيني بشواهد على
هذا، فإنها مسألة خطيرة لا تقبل إلا بشاهد؟
قال: ألم تسمع إلى ربك، وهو
يخبرك عن مواجهة المترفين لأنبيائهم؟
قلت: بلى، فالله تعالى ذكر
ذلك في مواضع عدة من القرآن الكريم، كقوله مبينا سنة ذلك:{ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي
قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ
كَافِرُونَ}(سـبأ:34)
قال: ألم تسمع إلى ربك، وهو
يربط بين مصير القرى والمترفين، بل يبين أن المترفين هم سبب هلاك الأمم والحضارات؟
قلت: بلى، فالله تعالى يقول
مبينا هذا القانون:{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا
مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا
تَدْمِيراً}(الاسراء:16)
قال: ألا تعلم السبب الذي
جعل الترف حائلا بين المترفين والحق؟
قلت: ما هو؟
قال: الترف.. فالمترف
مستغرق في ترفه مستعبد له، وقد قال تعالى:{ فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ
مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا
أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} (هود:116)، فالمترفين استهواهم ترفهم،
فاستعبدهم من دون الله.
قلت: لقد ذكرتني بقوله a:( تعس عبد الدينار وعبد الدرهم
وعبد الخميصة إن أعطي رضي، وإن لم يعط تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش ) [1]