سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}(سـبأ:16)
قلت: فما علاقة ذلك بالمستضعفين، أليس الشكر مطلوبا من الأغنياء، والصبر مطلوبا من الفقراء؟
قال: بل الشكر والصبر مطلوب منهما جميعا.
قلت: لم أفهم.
قال: لأن الشكر والصبر عبادتان لا تختلفان عن الصوم والصلاة، فهل قال أحد: إن الصلاة خاصة بالأغنياء، والصوم خاص بالفقراء.
قلت: لا لم يقل أحد بذلك.. ولكن على ماذا يصبر الأغنياء والنعم لديهم متوافرة؟
قال: على عدم استفزاز النعم لهم استفزازا يجعلهم يعبدون أنفسهم ولا يعبدون الله.
قلت: وماذا يشكر الفقراء؟
قال: أقل شيء يشكرونه أن الله لم يجعل لهم من الغنى ما يحول بينهم وبين تبصر الحق.
قلت: وهل يحول الغنى بين الإنسان وتبصر الحق؟
قال: أجل، ولذلك عقب الله تعالى الآية السابقة بقوله :{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }، فالغني قد ينشغل بالنعم وما تتطلبه عن شكرها.