responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44

قلت: أما التفسير، فعلي، فالله تعالى في هذه الآية يخبر عن القصد من بلائه واختباره لعباده، فهو يبتليهم بالفقر والغنى، ومن النتائج التي تنتج عن ذلك البلاء أن يقول المستكبرون المتعالون:{ أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا }، فرد الله تعالى عليهم بكونه أعلم بالشاكرين.

قال: أما وجه الإشارة، والعزاء للمستضعفين، فهو ما يحمله قوله تعالى:{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }، فإن الله تعالى يعلل مننه على عباده الذين قربهم بكونهم من الشاكرين.

قلت: لم يكون فضل الله وجميل اختياره مرتبطا بالشاكرين؟

قال: أرأيت لو أنعمت على بعض إخوانك بنعم، وقدمت لهم خدمات أرهقتك، فنظر بعضهم إليك شزرا، وانصرف.. وقال بعضهم: (ما هذه الخدمات الحقيرة، والعطايا الصغيرة ).. وجاء بعضهم فقبل يديك، ومسح على رجليك، وقال:( نحن في خدمتك، فجزيت عنا كل خير ).. أي هؤلاء تفضله بعد ذلك بالعطاء إذا سنحت لك السوانح، ودر عليك اللطف؟

قلت: الشاكرين.. لا شك في ذلك، فكيف يمتد عطائي للجاحدين، بل إني لو استطعت أن أسلبهم ما أعطيتهم، وأخرج طعامي من بطونهم أو أحوله سما لفعلت.

قال: وكذلك الحق تعالى مع كرمه العظيم، فإنه قد يسلب هؤلاء نعمهم، كما قال تعالى عن قرى سبأ لما أعرضوا عن شكر الله:{ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست