responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 41

قال: فكم المدة التي كان يتكلم فيها مع قومه؟

قلت: وهذا أيضا وارد في القرآن الكريم، فقد قال تعالى حاكيا عنه:{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً}(نوح:5)، وكأنه u لاجتهاده في الدعوة إلى الله لا يسكت ليلا أو نهارا.

قال: فكم ترى يكون قد تكلم من الكلمات؟

قلت: لو كتب كلامه كتبا لملأ بها سهول الأرض وجبالها.

قال: فاختيار الله تعالى لهذه الكلمات المدافعة عن المنبوذين ليذكرها في القرآن الكريم، ألا يدلك على المكانة التي لهم؟.. لا عند نوح u فحسب، بل عند الله، لأن القرآن الكريم لم ينزل ليؤرخ لقوم نوح u وإنما أنزل ليذكر الحقائق العظمى التي ينبني عليها الوجود.

قلت: ولكن ما سبب إقبال الفقراء على الحق وإعراض الملأ أغنياءهم وكبراءهم عنه؟ ولماذا يكون هؤلاء الأراذل المستضعفون أسرع الناس إلى الحق، فقد قال تعالى في الآيات السابقة:{ وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْي}(هود: 27)؟

قال: أرأيت جواز دخولك إلى هذه القصور؟

قلت: نعم، إنه جواز الافتقار.. ولكن ما علاقته بهذا لأمر؟

قال: لأن الفضل صدقة الله ، والصدقات لا تكون إلا للفقراء والمساكين، ألم تسمع قوله تعالى:{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ }(التوبة: 60)

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست