قال: إن أول من يستنشق
الروائح العطرة لهذه الآيات هم الفقراء والمستضعفون والأراذل.
قلت: كيف؟ والرسل إنما
جاءوا للتوحيد، لا لتسلية الفقراء والمحرومين.
قال: أجل، وهذا ما يعطي
الإشارة حقها، فانشغال النبي بالدفاع عن المستضعفين، وبيان قيمتهم وحرمتهم
ومكانتهم عند الله، ألا يدل ذلك على الموضع الذي يحتله هؤلاء!؟
قلت: وضح ما تريد.
قال: ألا تستشهدون باقتران
العمل الصالح مع الإيمان في أكثر آي القرآن الكريم على فضل العمل الصالح لاقترانه
بالإيمان الذي هو أشرف الأعمال؟
قلت: بلى.
قال: ألا تستشهدون بعظم حق
الوالدين لاقترانهما بتوحيد الله وعبوديته؟
قلت: بلى، كثيرا ما نفعل
ذلك.
قال: فكذلك هنا.. أسألك
سؤالا آخر؟
قلت: سل.
قال: كم لبث نوح u في قومه؟
قلت: هو ما نص عليه القرآن
الكريم، قال تعالى:{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ
فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً }(العنكبوت: 14)