قال: ووسوستكم جعلتكم تتيهون عن محكمات قرآنية كثيرة،
بل تتيهون عن سنن كثيرة من سنن الله، بل تتيهون عن أبواب عظيمة من فضل الله.. فحاق
بكم من الجهل والغلظة ما حاق بالقرى.. ألم تسمع قوله تعالى:{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ
الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ( (لأعراف:96)
قلت: بلى.. وقد سمعت معها نموذج سبأ الذي ضربه الله
لهذه السنن.
قال: أرأيت كيف تغير جيوش المعاصي على النعم؟
قلت: أجل..ولكني أرى أقواما تصر على المعاصي، ومع ذلك
يتقاطر عليها من فضل الله ما يزيدها عتوا وعنادا.
قال: ومن قال بأن ما ينزل عليهم من فضل الله.
قلت: إن أموالهم تتضاعف، وخزائنهم لا تزيدها الأيام
إلا انتفاخا.
قال: وقلوبهم؟
قلت: لا يزيدها امتلاء خزائنهم إلا قسوة.
قال: فليس هذا من فضل الله.. فكل رزق حجبك عن الله
عذاب.. وليس له من عاقبة إلا الهلاك.. هو أشبه بمن تناول من الدواء الخطير ما ملأ
جسمه سموما.
قلت: صدقت.. لقد نص القرآن الكريم على هذه الحقيقة،
فقال:{ أَوَلَمْ