اقتربنا من الباب الثاني من أبواب الفضل، فرأيت خيرا
كثيرا يتساقط كما يتساقط الثلج، لكنه ثلج دافئ لطيف تنتشر منه روائح زكية، فسألت المرشد
عن هذا الباب، فقال: هذا باب الإحسان.
قلت: باب ( أن تعبد الله كأنك تراه )؟
قال: لا.. هو مشتق من ذلك الباب، وهو نور من أنواره،
بل هو أول نور من أنوره.
قلت: فما جهة اشتقاقه؟
سكت المرشد، فقال المعلم: لا يمكنك أن تعرف الله، ثم
يمتلئ قلبك قسوة على خلقه، فمن أحب الله امتلأ قلبه رحمة ورقة ومودة.
قلت: كيف ذلك؟
قال: ألم تقرأ القرآن الكريم؟
قلت: بلى.. فقد قرأته بحمد الله ومنته.
قال: فكيف تحدث عن المساكين؟
قلت: لقد ربط الله تعالى حقوق المساكين بحقوقه، فقال:
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ
[1] ) انظر التفاصيل المرتبطة بهذه الأبواب في رواية: ( مفاتيح
المدائن)