قال: فإذا أرسل الملك إلى وزيره
يهدده بالعزل أو بالسقوط والانهيار أو بالهزيمة بسبب عامي من الناس، ألا يكون لذلك
العامي محلا عظيما في نفس الملك!؟
قلت: أجل، لأن تفريط الملك في وزيره
الذي هو ساعد من سواعده لا يكون إلا بسبب وجيه، وأمر خطير.
قال: فكذلك هذا، ولله المثل الأعلى..
واحذر رعونة التشبيه وأكداره، فقد أرسل الله ملك الملوك إلى الأنبياء الذين يعملون
بأمره يحذرهم من المساس بهؤلاء البسطاء.
قلت: وذلك لا يكون إلا للمكانة
العظيمة التي أقامها الله لهم.
قال: مقابل المكانة التي وضعها
البشر لهم، فقد قال تعالى عن موضع الفقير في دنيا البشر على لسان نوح u:{ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ
يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي
إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ}(هود: 31)
قلت: نعم، فقد أخبر الله تعالى أن
موقف البشر من هؤلاء المحرومين هو