ألم تر في البيت فأسا ومعولا؟
قلت: بلى.
قال: فأنا إذا ما أرهقني التعب، جئت إلى هذه الجوهرة مستأنسا بها.
قلت: فما الحقائق التي تنطوي عليها، والتي تجعل لها هذه القدرة العجيبة على تبديل التعب راحة، والألم لذة؟
قال: ذلك سؤال يجيب عنه المعلم، لا أنا، فقد أذن له في الكلام، ولم يؤذن لي.
التفت إلى المعلم، فقلت: ما الحقائق التي تنطوي عليها هذه الجوهرة؟
قال: حقائقها عظيمة، ولكن الصراع الذي تتعاملون به مع الأشياء أوقعكم في الغفلة عنها.
قلت: فعلمني ما أصارع به الصراع فأصرعه.
قال: السلام لا يعرف الصراع، ولا يعلم الصراع.
قلت: فكيف ينتهي الصراع إذن؟
قال: ينتهي بالسلام.. ينتهي بالنسيم العليل الذي يهب على صفحة البحار الهادرة ليجعلها مرآة تنتظم الحقائق.
قلت: فانفخ في بحار روحي الهادرة هذا النسيم العليل، لأعيش السلام.
قال: ألم أقل لك: إنني لا طاقة لي ببناء ولا هدم، فكيف تكون لي طاقة بالنفخ؟