قال: هي في أبوابها، فبمجرد تحققك بما يقتضي الباب من معارف تنال الجواهر التي تناسب ذلك الباب.
قلت: فلم كانت الأبواب أربعة، والجواهر أربعة؟
قال: لأن الله تعالى جعل لفضله في هذه الدنيا هذه الأبواب الأربعة.
قلت: ولكن أبواب فضل الله لا تحد ولا تعد.
قال: ولكنها تجتمع في هذه الأربع لا تعدوها، وكلها مذكورة في القرآن الكريم، ومفصلة في أحكام الشريعة.
جوهرة السعي:
كان أول باب مقابل لنا باب كتب عليه ( باب السعي )، ومكتوب بجانبه لافتة سجل عليها ( لا يدخله إلا من له كسب، أو قدرة على الكسب)
اقتربت مع المعلم من ذلك الباب لالتماس الجوهرة التي يحتوي عليها، فلاحت لي جوهرة نفيسة دهشت لجمالها.
سألت المرشد عنها، فقال: هذه جوهرة نفيسة، تؤنس تعبي، وتمسح عرقي، وتمدني بالقوة التي أحمل بها فأسي ومعولي.
ابتسمت، وقلت: أتحمل أيها المرشد فأسا ومعولا، أين؟.. لم أرك تفعل ذلك.. بل إن هندامك يدل على أنك لا تعرف الفأس ولا المعول.. فكيف تزعم أنك تحمله؟
قال: ما أسرع ما تنسى، ألم أقل لك: إنني ذلك الرجل الذي زرته في بيته..